الخطوة الأولى من حق من؟
بقلم أحد رواد المدونة
من يوميات عانس… فاتها قطار الزواج 🙍
هناك عدد هائل من مستخدمي مواقع التعارف والزواج في مجتمعاتنا، ولكن الكثير لا يعرف ذلك. يبدو أن الأمر أصبح طبيعيا أكثر مما نعتقد. مئات الآلاف يستخدمون مواقع التواصل والتعارف وجزء كبير منهم تتوج علاقتة بالسعادة والحب والزواج.
بصورة عامة الحياة الإلكترونية بدأت تدريجيا بأخذ جزء من حياتنا الحقيقة ولم تتوقف على كونها وسيلة للتعارف فقط وإنما أصبحت تتدخل في جميع مستويات الحياة. أصبحت تستخدم للترويج عن حياة مثالية مليئة بالسعادة بعيدا كل البعد عن الواقع. كما حصل معي من خلال تجربتي السابقة، حيث أخفى خطيبي عني أنه متزوج بكل حرفية وبنفس الوقت أخفى عن زوجته أنه خاطب. قام بإخفاء أي دلائل حقيقة وأظهر الجانب الذي يرغب في توصيلها للآخرين.
لم أفكر يوما بالتعرف عن طريق الإنترنت أو القيام بالخطوة الأولى بصورة عامة. لدي مبدأ لا أعرف من أين أتيت به وما صحته ولكني تربيت على أن القيام بالخطوة الأولى هي ملك للرجل وحكر عليه. بما يعني أن علي أن أنتظر من يختارني وبعدها أعطي رأيي. لست من معارضي التقاليد ولكن من منح الرجل هذا الحق؟ لماذا لا يمكنني أن أختار من أريد أن أشارك حياتي معه؟
برائيي تعتبر المرأة التي تقوم بالخطوة الأولى على أنها جريئة. ولكن هناك من لا يميز مابين الجرأة والوقاحة في مجتمعنا. بالحقيقة كلها تعتمد على قناعات الرجل وأسلوب تفكيره ومكان بيئته. فيوجد رجال يفضلون المرأة التي تقوم بالخطوة الأولى لأنه ذو طبع خجول وهناك من لا يقبل بتاتا بتصرف كهذا ويعتبره كوقاحة ومخالفة للتقاليد.
لدي صديقة جريئة نوعا ما ولكنها لا تقوم بالخطوة الاولى وإنما تعتمد على أساليب غير مباشرة تدفع الرجل للقيام بالمبادرة الأولى. خوفا منها أن تصنف أو تضع في خانات آخرى غير مرغوب بها. بإمكان المرأة أن تعبر عن مشاعرها فهذا يدل على إنها متصالحة مع نفسها. ولكن الأكثرية تخفي ذلك خوفا من الإنتقادات. فلماذا هناك خوف من التعبير عن المشاعر الحقيقية؟ هي من حق الكل فكلنا إنسان وكلنا مشاعر وداخل كل إنسان عاشق، هناك من يقدره ويمنحه حقه وهناك أيضا من لا يفهمه.
و قرأت مرة أن هناك تطبيق تعارف قام بدراسة حول المرأة التي تبادر بالخطوة الأولى في بدء المحادثة مع من أعجبها، يكون لها فرص أكبر بإيجاد الحب. وأثبت بأن كل علاقة ناجحة من أصل ٣ بدأت برسالة من المرأة. هذا سيزيد من فرصها بالعثور على الحب الحقيقي.
مابين اختلافات الحاضر والماضي وما يفرضه المجتمع علينا، مازلت أفضل أن تكون المبادرة الأولى من الرجل. أظن أن تربيتي تفرض علي هذا المبدأ. وبين ما اكون جالسة وانتظر الخطوة الأولى ستأتي فتاة أخرى وتأخذ المبادرة وتسرق قلب من أعجبني. الموضوع ليس اصطياد أو سباق ولكن لماذا افني عمري ووقتي بالإنتظار؟ لذا قررت أن صادفني ملف لشخص شد إنتباهي لا أنتظره وسوف أبادره على الأقل لو حتى بإعجاب فقط.
وتستمر…. انتظروني بمقال آخر 🙋