الزواج عبر مواقع التعارف وتحفظ المجتمع
Par un participant au blog
من يوميات عانس… فاتها قطار الزواج 🙍
تطرقت في مقالي السابق عن مواقع التعارف والخطابات وما وجه التشابه بينهما وما مدى فعالية هذه المواقع. بصراحة هذا ليس ما يقلقني فقط، لدي عدة تساؤلات وأفكار تدور برأسي تتضارب مع ما إعتدت عليه - وما هو رائد الان؟ أعلم أن الكثيرين يستخدمون مواقع التعارف والزواج وإن هناك أكثر من ٥٠ بالمئة من الشباب والبنات لديهم تطبيق للتعارف على جهازهم.
ما أفكر به هو هل حقيقة أن الموضوع أصبح طبيعيا وأعتياديا أكثر مما اتصور؟ اعلم أن هناك فرق حسب الدولة والمدينة والعائلة، من الطبيعي أن يكون لكلها تاثير حول كيف ننظر للموضوع، ولكن مااعرفه أن التعارف خلال مواقع الأنترنت غير مرغوب به. دعوني أتكلم بصورة شخصية ولكي اكون أكثر مصداقية ففي مجتمعي غير مقبول بتاتا. لا أستطيع ان اتخيل ماستكون ردة فعل أهلي أو ممن حولي إذا أخبرتهم بأني تعرفت على شخص ما عبر مواقع التعارف والزواج. هل سيتقبلون الموضوع ام علي حينها أن اخفي الحقيقة وأكتب سيناريو جديدا تقليدي يفرح به أهلي ويتقبله الآخرون برحب صدر؟ لا أستطيع تخيل وجه والدي حينما يسمع شيأ كهذا.
لنترك الاهل جانبا… فمخاوفي لم تتوقف عليهم فقط بل أفكر أيضا بفارس أحلامي الذي أجده عبر الإنترنت وكيف ستكون نظرته لي فيما بعد؟ بالرغم من أن أكثرية الشباب لديهم تطبيق تعارف على جهازهم إلا أنهم لا يفضلون هذه الطريقة. حتى وإذا إنتهى التعارف بالنجاح وتوج بالزواج هل سيثق بي أو سيقول لي يوما ما لا أثق بتربيتك لإبنتي لأنك خنتي ثقة أهلك بك؟ إذا كانت أفكارهم كذلك، فمن المؤكد بان المتزوجين من خلال الإنترنت سيواجهون مشاكل عديدة بسبب تولد الشك بينهم.
على الرغم من تركيز مواقع التعارف على الزواج كهدف بحد ذاته مع ذلك فمجتمعنا العربي مازال متحفظا تجاه فكرة الزواج عبر الإنترنت. قرأت في مقال ما عن إحصائيات غير رسمية ذكرت أن هناك أكثر من ٤٠٠ موقع للتعارف والزواج، كما تشير إحصائيات أخرى لوجود مابين ١٥٪ إلى ٢١٪ فتاة عربية عزباء يتعدى عمرها سن الثلاثين. فربما تكون هذه فرصة لها بالعثور على شريك الحياة إلكترونيا. لماذا لا يسمح لها بأن تنتهز هذه الفرصة للعثور على نصيبها وبنفس الوقت حل مشكلة المهور والعنوسة في مجتمعنا العربي.
إذا استمريت بهذه الأفكار لن أنتهي فهناك قائمة طويلة بمخاوف وتساؤلات لن يستطيع أحد إجابتي عليها. علي أن اعرف ماذا أريد. حسب معتقدي يمكنني ان أخوض أي تجربة أراها مشوقة ومناسبة لي من دون أن اخالف ديني أو اسيء لنفسي أو لأهلي. لو إتفقتا بان التعارف عبر الإنترنت هو مرحلة أولية يتبعها تعارف على أرض الواقع وأنه لا يفي وحده لتكوين علاقة حقيقية، بل هو وسيط فقط للتعارف، فما المانع من استخدام هذه التكنلوجيا؟
وتستمر…. انتظروني بمقال آخر 🙋